وقد تقدم أن الظلمَ في اللغة: وضعُ الشيء في غير موضعه، والقِيدُ -بكسر القاف-، والقَادُ -أيضًا- بمعنى: القَدْر؛ أي: من ظَلَمَ قَدْرَ شبْر، وفي تقييده بالشِّبر مبالغةٌ وبيانُ أن ما زادَ على ذلك أَوْلى منه (١)، ونظيرُه قوله -عليه الصلاة والسلام-: "وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ"(٢).
والأَرَضون -بفتح الراء والإسكان- قليلٌ (٣) شاذٌّ، حكاهُ (٤) الجوهريُّ وغيره (٥)، وإنما جُمعت بالواو والنون مع فقدان الشروط؛ جبرًا لها لما نقصها من ظهور علامة التأنيث؛ إذ لم يقولوا: أرضَةٌ؛ كما جمعوا سِنينَ بالواو والنون عوضًا من حذف لامها (٦)، على ما هو معروف (٧) في كتب النحو.
قال العلماء: هذا تصريحٌ بأن الأرضينَ (٨) سبعُ طبقات، وهو موافق لقوله تعالى {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق: ١٢].
(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٢٢٦). (٢) رواه مسلم (١٣٧)، كتاب: الإيمان، باب: وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار، من حديث أبي أمامة الحارثي -رضي اللَّه عنه-. (٣) في "ت": "قيل". (٤) في "ت": "وحكاة". (٥) انظر: "الصحاح" للجوهري (٢/ ٦٠٩)، (مادة: أرض). (٦) في "ز": "لأنها". (٧) في "ز": "مقرر". (٨) في "ز": "الأرض".