قال: وعندي: أن الأظهرَ هو ما أعلمَ به -عليه الصلاة والسلام- من قوله:"إِنَّما الولاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ"، وَ"مَوْلَى القَوْمِ مِنْهُمْ"، و"الوَلَاءُ لُحْمَة كَلُحْمَةِ النَّسَبِ"(١).
فيه: من حسن الأدب والعشرة قولُه -عليه الصلاة والسلام-: "ما بالُ رجالٍ (٢)، أو "ما بالُ أقوام (٣)؟ "، ولم يواجههم بالخطابِ، ولا صرَّحَ بأسمائهم (٤)، ولا أبعد (٥) أن يكون هذا المعنى أصلُه في كتاب اللَّه تعالى، وذلك قوله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}[البقرة: ٨] الآية، وما كان مثله، وكذا قوله تعالى في سورة التوبة:{مِنْهُمْ}، {مِنْهُمْ}، فاعرفه.
(١) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ١١١). (٢) في "ت": "أقوام". (٣) في "ت": "رجال". (٤) المرجع السابق (٥/ ١١٤). (٥) في "ت": "ولا يبعد".