ثم قال بعد ذلك في موضع آخر: وقد أتقن (١) علماؤنا المتأخرون (٢) الجواب، فقالوا: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما (٣) أمره اللَّه بالحج، وأحرمَ، انتظر (٤) الوحيَ بكيفية الالتزام وصورة التلبية، فلم ينزل عليه شيء، فاعتمد ظاهرَ ما أُمر، فقال:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ بِحَجَّةِ"، فسمعه جابرٌ، وعائشةُ، فسمعا (٥) الحقَّ، ونقلا الحقَّ، وانتظر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُقَرَّ على ذلك، أو يتبين له فيه شيءٌ، فلم يكنْ، فقال:"لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ"، فسمعه أَنَسٌ، وهو تحتَ راحلته حين قال:"مَا تعدوننا (٦) إِلَّا صبيانًا (٧) "، لقد سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصرِّح بهما (٨) جميعًا: "لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا (٩) "(١٠)، فسمع الحقَّ، ونقل الحقَّ، وسار (١١) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذه الحالة حتى نزلَ بالعقيق، فنزل جبريلُ، وقال له: "صَلِّ في هَذَا الوَادِي
(١) في "ت": "اتفق". (٢) في "ت" زيادة: "على". (٣) "لما" ليس في "ت". (٤) في "ت": "ينتظر". (٥) في "ت": "فشهدا". (٦) في "خ" و"ز": "يعاوننا". (٧) في جميع النسخ: "صبياننا"، والتصويب من "صحيح مسلم". (٨) في "ت": "يصرخ بها". (٩) "معا" ليس في "ت". (١٠) رواه مسلم (١٢٣٢)، كتاب: الحج، باب: في الإفراد والقران بالحج والعمرة، من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-. (١١) في "ز": "فسار".