-عليه الصلاة والسلام- في الرواية الأخرى:"إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُني رَبِّي وَيَسْقِيني"(١)، ولفظ (ظَلَّ) لا يكون إلا في النهار، ولا يجوز الأكلُ الحقيقي في النهار، بلا شك (٢).
قال ع: ويجوز أن يكون كنايةً عن القوة التي جعلها اللَّه -تعالى- له، وإن لم يطعم، ولم يُسْقَ حقيقةً حتى يكون كمن فُعل به ذلك.
أو أن اللَّه -تعالى- يخلُق فيه من الشِّبَع والرِّيِّ ما يُغنيه عن الطعام والشراب، واللَّه أعلم (٣).
نادرة: كنتُ يومًا مع شيخنا مكينِ الدين، المعروفِ بالأسمر -رضي اللَّه عنه-، في بعض بساتين الإسكندرية، في جماعة من أصحابنا، فحضر الطعام، وكنت صائمًا، فسألني الجماعة موافقتهم، فَأبيتُ، قال الشيخ -رضي اللَّه عنه-: دعوه وأنا آكلُ عنه، وشرعوا في الأكل دون الشيخ، فوجدتُ من الشبعِ والريِّ ما يجده الطاعمُ الشارب، حتى نبرتْ جنباي حسًّا، وظللت بقيةَ يومي متغذيًا بذلك.
* * *
(١) هذا لفظ مسلم فيما تقدم تخريجه. (٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٧/ ٢١٣). (٣) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٤/ ٣٩).