ولقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)} [النجم: ٣٩] كلام كثير للعلماء، من جملته: أنه منسوخ، فلينظرْ ذلك.
ثم قال: وخامسها: أنه معارض لما أخرجه البخاري (١) عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنه قال: "لَا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، وَلَا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، وَلَكِنْ يُطْعِمُ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ"(٢).
وسادسها: معارِض (٣) للقياس الجليِّ، وهو أنه عبادة بدنية، فلا يفعل من وجبت عليه كالصلاة، ولا ينقض هذا بالحج؛ لأن للمال فيه مدخلًا (٤)، انتهى.
وقيل: المراد بالولي هنا: القريبُ، سواء كان عَصَبَةً، أو وارثًا، أو غيرَهما.
وقيل: المراد: الوارثُ، وقيل: المراد: العَصَبَة.
والصحيحُ الأولُ، واللَّه أعلم.
* * *
(١) كذا في "خ" و"ت"، والصواب: "النسائي"؛ كما في المطبوع من "المفهم". (٢) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٢٩١٨)، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- موقوفًا عليه من قوله بإسناده صحيح. انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (٢/ ٢٠٩). وقال الزيلعي في "نصب الراية" (٢/ ٤٦٣): غريب مرفوعًا. (٣) في "ت": "يتعارض". (٤) انظر: "المفهم" للقرطبي (٣/ ٢٠٩).