فيه: جوازُ الضحك، وهو غيرُ التبسُّم، وما جاء من (١) أنه -عليه الصلاة والسلام- كان ضحكُه تبسُّمًا (٢)، فيجوز أن يكون الغالبُ من ضحكه -عليه الصلاة والسلام-، لا كلُّه، واللَّه أعلم.
وأما قوله تعالى:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}[النمل: ١٩]، فضاحكًا حالٌ مقدرة، أي: تبسم مقدرًا (٣) الضحك؛ لأن الضحك يستغرق التبسُّمَ، هذا هو الصحيح عندي، وقد جعله ابن عصفور حالًا مؤكدة، وهو بعيدٌ، أو وهمٌ، واللَّه أعلم.
فقد علمت بذلك كلِّه: أن التبسم غيرُ الضحك، يقال منه: ضحك يضحك ضِحْكًا، وضَحْكًا، وضَحِكًا، وضِحِكًا أربع لغات، والضَّحْكَة: المرةُ الواحدةُ (٤)، واللَّه أعلم.
الرابع عشر: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "اذهبْ، فأطعِمْه أهلَكَ":
ع: قال الزهري: هذا خاصٌّ لهذا الرجل وحدَه، يعني: أنه
(١) "من" ساقط من "ت". (٢) رواه البخاري (٥٧٤١)، كتاب: الأدب، باب: التبسم والضحك، ومسلم (٨٩٩)، كتاب: صلاة الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: ما رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مستجمعًا قط ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسبم. (٣) في ت: "مقدارًا". (٤) انظر: "الصحاح" للجوهري (٤/ ١٥٩٧)، (مادة: ضحك).