الفقراء المهاجرون (١)؛ كما أن الأصل: المسجد الجامع، والصلاة الأولى.
الثاني:"الدثور": الأموالُ الكثيرة، الواحد دَثْر؛ مثل: فَلْس وفُلُوس (٢).
و"الدرجات": يجوز أن تكون هنا حِسِّيَّةً على ظاهرها؛ من دَرَجِ الجِنان، ويجوز أن تكون معنوية، أي: علا قدرُهم عند اللَّه تعالى، وارتفعت درجاتهم عنده (٣)؛ من قولهم: ارتفعتْ درجةُ فلانٍ عند الملك، ونحو ذلك.
والنعيم: ما يُتَنَعَّمُ به من مطعَم أو ملبَس أو منكَح أو منظَر، أو علوم ومعارف، أو غير ذلك.
والمقيم: الدائم الذي لا ينقطع أبدًا، جعلنا اللَّه من أهله، آمين بمنِّه وكرمه (٤).
الثالث: ظاهرُ هذا الحديث يُشعر بتفضيل الغنيِّ الشاكِرِ على الفقير الصابِر؛ لأن الفقراء ذَكَروا له -عليه الصلاة والسلام- ما يقتضي تفضيلَ الأغنياء بالتصدُّق والإعتاق اللذين مصدرُهُمَا المالُ، فأقرَّهم
(١) في "ت": "المهاجرين". (٢) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٥٣). (٣) في "ت": "عند اللَّه". (٤) "بمنه وكرمه" ليس في "ق".