وقد تعسَّفَ ق في الجمع بين الحديثين، فقال: يؤخذ من هذا الحديث -يعني: حديث عائشة- الجوازُ، ومن ذلك: الأولويةُ بتخصيص الركوع بالتعظيم.
وهذا عندي كلام مَنْ لم (٤) يعتدَّ بقول الفقهاء بالكراهة في ذلك، حيث اعتقد جوازَه من هذا الحديث من غير كراهة؛ إذ لا يجوز أن يريد: الجوازَ مع الكراهة؛ لكونه -عليه الصلاة والسلام- بريئًا (٥) من فعلِ المكرور، فهذا ليس بجيد إلا عند من لا يكره الدعاءَ في الركوع، إن كان قد قيل بذلك.
ثم قال: ويحتمل أن يكون السجود قد أمر فيه بتكثير الدعاءِ، لإشارة قوله:"فَاجْتَهِدُوا"، واحتمالها للكثرة، والذي وقع في الركوع من قوله:"اغفرْ لي" ليسَ بكثير، فليس في معارضة ما أمر به في السجود (٦).
(١) في "ت": "فأما". (٢) في "ت": "في الدعاء". (٣) تقدم تخريجه قريبًا. (٤) "لم" ليست في "ت". (٥) في "ت": "بريءٌ". (٦) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٨٠).