الأول: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "المار": مفهومُه: أن القاعدَ، والقائمَ الثابتَ، والنائمَ بخلافه، وأنه لا إثم عليه إذا كان ممن تسوغ الصلاة إليه (١).
الثاني: قوله: "بين يدي المصلي": فيه: التعبير بالبعض عن الكل، عكس ما (٢) تقدم قريبًا في قول الراوي: "فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ"، قيل: وإنما عبر باليدين لما كان (٣) أكثر عمل الإنسان بهما، حتى نُسب الكسبُ إليهما في نحو:(بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ)(*) , وأشباهه.
وقوله:"من الإثم": (من) فيه لبيان الجنس.
الثالث: قوله: "لكان أن يقفَ أربعين خيرًا له": يقتضي الوعيدَ الشديدَ في المرور بين يدي المصلي.
وقد رواه أبو بكر بنُ أبي شيبةَ، عن أبي هريرة، بلفظ آخر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ في أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَي المُصَلِّي
= لابن عبد البر (٤/ ١٦٢٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٦/ ٥٨)، و"الإصابة في تمييز "الصحابة" لابن حجر (٧/ ٧٣). (١) "إليه" ليست في "ق". (٢) في "ق": "كما". (٣) في "ق": "كانتا".
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، وليس هذا نص الآية ومما هذا سبيله قوله تعالى: {بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [الحج: ١٠]، {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: ٤١]، {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠]