ويدلُّ على التعارُضِ والنسخ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لي مِمّا أفاءَ الله عليكُم إلا الخمسَ، والخمسَ مردودٌ فيكم"(٤).
ويدل له أيضًا: أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لمّا سأله هوازنُ الهِبَةَ لِذرارِيهِمْ، قال لهم:"أَمّا نصيبي ونصيبُ بني عَبْدِ المُطلِبِ، فَلَكُمْ، وأنا مُكَلِّمٌ لَكُمُ الناسَ"، فسأل الناسَ، فأعْطَوْهُ، إلا عيينة بنَ بدرٍ، فقال: لا أتركُ حِصَّتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت على حِصَتِك"، فوقعت في سَهْمِه امرأَةٌ عوراءُ منهم (٥).
وأما الجوابُ عَمَّا احتجَّ بهِ الأولون، فإن مكَّةَ فُتِحَتْ صُلْحًا، وإن غنائِمَ حُنينٍ كثيرةٌ، ولعل ذلكَ من سهمهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ بدليلِ ما قَدَّمْتُه، وما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"للهِ خُمُسُها، وأربعةُ أَخْماسِها للجيش" قال: قلت: فما أَحَدٌ أَوْلى
(١) انظر: "ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه" (ص: ٣٤)، و"قلائد المرجان" (ص: ١١١). (٢) انظر: "تفسير الطبري" (٩/ ١٦٥)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٥/ ١٦٥٣)، و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص: ٥٤١). (٣) انظر: "الأم" للإمام الشافعي (٧/ ٣٥٢)، و"الحاوي الكبير" للماوردي (١٤/ ١٦٤). (٤) تقدام تخريجه. (٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٨٤)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بسياق نحوه.