* اختلف الناس في معنى هذه الآية، هل هو المنعُ أو التخيير؟ وهل هي منسوخة، أو لا؟
١ - فذهب الجمهور إلى أن معناها التخييرُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاستغفار لهم، وأن تخييرها منسوخ (١).
واختلف هؤلاء في الناسخ لها.
فذهب الجمهور إلى أن قوله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}(٢)[التوبة: ٨٤].
وقال مقاتلُ: الناسخُ لها قوله تعالى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}(٣)[المنافقون: ٦] , وهو ضعيف جدًا؛ لأنه تخيير
(١) انظر: "قلائد المرجان" (ص: ١١٧). (٢) انظر: "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص ٥٢٣). (٣) رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كما في "فتح الباري" (٨/ ٣٣٦)، وروى الضحاك عن ابن عباس مثله كما في "نواسخ القرآن" لابن الجوزي (ص ١٧٨).