الأُولى موطئةٌ، والثانيةُ جوابُ القسم، واعتمادُ القسم عليه لا عملَ للشرط فيه. يدلّ على ذلك قوله تعالى:{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ}(١)، الجوابُ للقسم المحذوف، والشرط مُلْغى، بدليل ثبوت النون في الفعل المنفيّ، إذ لو كان جوابًا للشرط لكان مجزومًا، فكانت النون محذوفةً. ومثله قول الشاعر [من الطويل]:
لَئِنْ عادَ لي عبدُ العَزِيزِ بمِثْلِها ... وأمْكَنَني منها إذَنْ لا أُقِيلُها (٢)
قال الشارح: بعضهم يجعل هذا اللام قِسمًا قائمًا برأسه، وقعت في جوابِ "لَوْ" و"لَوْلا" لتأكيد ارتباط الجملة الثانية بالأُولى. والمُحقّّقون على أنّها اللامُ التي تقع في جواب القسم، فإذا قلت:"لو جئتَني لأكرمتُك"، فتقديرُه: واللهِ لو جئتني لأكرمتُك. وكذلك اللامُ في جوابِ "لَوْلا"، إذا قلت:"لولا زيدٌ لأكرمتُك"، فتقديره: واللهِ لولا زيدٌ لأكرمتُك. فإذا صرّحتَ بالقسم، لم يكن بدٌّ من اللام، نحوَ قوله [من الطويل]:
١١٩٣ - فوَاللهِ لولا اللهُ لا شيءَ غيرُه ... لَزُعْزعَ من هذا السَّرِيرِ جَوانِبُهْ
(١) الحشر:١٢. (٢) تقدم بالرقم ١١٨٥. (٣) الأنبياء: ٢٢. (٤) النساء: ٨٣. (٥) الواقعة: ٧٠. (٦) الرعد: ٣١. (٧) هود: ٨٠. ١١٩٣ - التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٣٣٣؛ ورصف المباني ص ٢٤١؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٩٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٦٨؛ ولسان العرب ٨/ ١٤٢ (زعع). المعنى: أقسم لولا أني أخشى الله، وأنصاع لنواهيه، كنت زللت عن مقام العفة الحصين. الإعراب: "فوالله": الفاء: بحسب ما قبلها، والواو: حرف قسم وجر، "الله": لفظ الجلالة، اسم مجرور بالواو وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف تقديره أقسم. "لولا الله": "لولا": حرف شرط غير جازم. و"الله": لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبره =