قال صاحب الكتاب: ولكون المكسور للابتداء, لم تجامع لامه إلا إياها, وقوله [من الطويل]:
١١٠٥ - [يلومونني في حبِّ ليلي عواذلي] ... ولكنني من حبها لعميد
على أن الأصل: و"لكن إنني", كما أن أصل قوله تعالى:{لكنا هو الله ربي}(١): لكن أنا.
* * *
قال الشارح: اعلم أنه قد تدخل لام الابتداء في خبر "إنَّ" مؤكِّدة دون سائر أخواتها، نحوَ قولك:"إنَّ زيدًا لقائمٌ"، و"إنَّ عَمْرًا لأخوك". قال الله تعالى:{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}(٢). وحقُّ هذه اللام أن تقع أوّلًا من حيث كانت لام الابتداء، ولامُ الابتداء لها صدرُ الكلام، نحوَ قولك:"لَزيدٌ قائمٌ"، ونحو قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ
١١٠٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٣٨؛ والإنصاف ١/ ٢٠٩؛ وتخليص الشواهد ص ٣٥٧؛ والجنى الداني ص ١٣٢، ٦١٨؛ وجواهر الأدب ص ٨٧؛ وخزانة الأدب ١/ ١٦، ١٠/ ٣٦١، ٣٦٣؛ والدرر ٢/ ١٨٥؛ ورصف المباني ص ٢٣٥، ٢٧٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٨٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٥؛ وكتاب اللامات ص ١٥٨؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٩١ (لكن)؛ ومغني اللبيب ١/ ٢٣٣، ٢٩٢؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٤٧؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٠. اللغة: العواذل: ج العاذل، وهو اللائم. العميد: الذي أضناه العشق. الإعراب: "يلومونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو: حرف دالّ على الجمع، والنون الثانية: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. "في حبّ": جار ومجرور متعلّقان بـ "يلوم"، و"حبّ" مضاف. "ليلى": مضاف إليه مجرور. "عواذلي": فاعل "يلوم" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "ولكنني": الأصل: "ولكن إنَّني": الواو: حرف استئناف، و"لكن": حرف استدراك، و"إنّني": حرف مشبّه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب اسم "إنّ". "من حبّها": جار ومجرور متعلّقان بـ "عميد"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "لعميد": اللام: حرف توكيد. "عميد": خبر "إنّ" مرفوع. وجملة "يلومونني": ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "لكنني لعميد": استئنافيّة لا محلّ من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "ولكنّني من حبّها لعميد" حيث دخلت اللام على خبر "لكن" على أن الأصل: لكن إنّني. ويجيز الكوفيّون دخول اللام على خبر "لكنّ". (١) الكهف: ٣٨. (٢) العاديات: ١١.