بـ "يَا أللهُ" من جهةِ لُزومِ الألف واللام، وإن لم يكن مثلَه، والفرقُ بينهما أن "الَّذِي"، و"الَّتِي" صفتان يمكن أن ينادَى موصوفُهما، ويُنْوَى بهما صفتَان، كقولك:"يا زيدُ الذي في الدار"، و"يا هندُ التي أكرمتِني"، ويقع صفة لـ "أيُّهَا"، نحوُ قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}(١){يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}(٢) وليستا اسمَيْن، ولا يكون ذلك في اسم "الله" تعالى لأنّه اسمٌ غالبٌ جرى مجرَى الأعلام كـ "زيد" و"عمرو"، وأقبحُ من ذلك قوله فيما أنشده أبو العَلاء [من الرجز]:
وكان الذي حسّنه قليلاً وصفُه بـ "اللذان"، والصفةُ والموصوفُ كالشيء الواحد، فصار حرفُ النداء كأنه بَاشَرَ "اللذان"، ومثله قوله تعالى:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}(٣)، فعَامَلَ موصوفَ "الَّذِي" معاملةَ "الَّذِي" في دخول الفاء في الخبر، وقد تقدّم بيانُ ذلك فاعرفه.
* * *
[فصل [تكرير المنادي في حال الإضافة]]
قال صاحب الكتاب: "وإذا كرر المنادي في حال الإضافة ففيه وجهان:
(١) البقرة: ١٥٣ وغيرها. (٢) الحجر: ٦. ٢٠٦ - التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٠؛ والإنصاف ١/ ٣٣٦؛ والدرر ٣/ ٣٠؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٩٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٩٩؛ واللامات ص ٥٣؛ واللمع في العربية ص ١٩٦؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٥؛ والمقتضب ٤/ ٢٤٣؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٤. الإعراب: "فيا": الفاء: بحسب ما قبلها، يا: حرف نداء. "الغلامان": منادى مبنيّ على الألف لأنّه مثنّى، وهو في محل نصيب. "اللذان": اسم موصول في حل نصب نعت "الغلامان". "فرّا": فعل ماضٍ، والألف: ضمير في محلّ رفع فاعل. "إياكما": مفعول به لفعل التحذير المحذوف تقديره: "أحذر"، وهو مضاف، و"كما": في محلّ جرّ بالإضافة. "أن": حرف نصب ومصدري. "تكسِبانا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أوّل. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: "من"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف "أحذّر". "شرًّا": مفعول به ثانٍ لـ "تكسبا". وجملة النداء "يا الغلامان": بحسب ما قبلها. وجملة "فرّا": صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أحذر إياكما": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تكسبانا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "فيا الغلامان" حيث جمع حرف النداء "يا" مع "أن" التعريف، وهذا غير جائز إلّا في الشعر. (٣) الجمعة: ٨.