قال صاحب الكتاب: وهي شين التي تلحقها بكاف المؤنث إذا وقف من يقول: "أكرمتكش"، و"مررت بكش". وتسمى الكشكشة, وهي في تميم, والكسكسة في بكرٍ، وهي إلحاقهم بكاف المؤنث سينًا. وعن معاوية أنه قال يوماً: من أفصح الناس؟ فقام رجل من جرم - وجرمٌ من فصحاء الناس - فقال: قومٌ تباعدوا عن فراتية العراق، وتيامنوا عن كشكشة تميم، وتياسروا عن كسكسة بكر، ليست فيهم غمغمة قُضاعة، ولا طمطمانية حمير, قال معاوية: فمن هم؟ قال. "قومي".
* * *
قال الشارح: من العرب من يُبْدِل كافَ المؤنّث شينًا في الوقف حِرْصًا على البيان، لأنّ الكسرة الدالّة على التأنيث تخفى في الوقف، فاحتالوا للبيان بأن أبدلوها شينًا، فقالوا:"عَلَيشِ" في "عليكِ"، و"مِنْشِ" في "مِنْكِ"، و"مررت بِشِ" في "بِكِ". وقد يُجرون الوصل مُجرَى الوقف. قال المجنون [من الطويل]:
ومن كلامهم:"إذا أعياشِ جاراتشِ فأقْبِلِي على ذِي بَيْتِشِ"(٢): أي: إذا أعياكِ جاراتكِ فأقبلي على ذي بَيتِكِ، ويقولون:"ما الذي جاء بِشِ"؟ يريدون: بكِ. وقد قُرىء قوله تعالى:{قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}(٣): قد جعل رَبُّشِ تَحتَشِ سريًّا (٤).
وقد زادوا على هذه الكاف في الوقف شينًا حرصًا على البيان، فقالوا: "مررت
(١) تقدم بالرقم ١١٢١. (٢) هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في لسان العرب ١٠/ ٤٧٢ (عوك)؛ ومجمع الأمثال ١/ ٧٨. والمثل قاله رجل لامرأته، ومعناه: إذا لم تجدي ما تطلبينه في بيت جارتك، فاعتمدي على ملكك. (٣) مريم: ٢٤. (٤) لم أقع على هذه القراءة في معجم القراءات القرآنية.