رُبعَ عُشورِ أموالكم" (١). كما فعلوا ذلك في "هَلُم" حين قالوا: "هلما"، و"هلموا"، وفي "هاءَ" حين قالوا: "هاؤُمَا"، و"هاؤُم". قال الله تعالى:{هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}(٢).
ومن ذلك قولهم: "حَيهَلَ الثرِيدَ"، جعلوا "حَيَّ" و"هَلْ" بمنزلةِ شيء واحد، وفتحوهما كـ "خمسةَ عشرَ"، وسمّوا بهما الفعلَ، فـ "حيهل الثريد" بمنزلة: "ايتوا الثريدَ". وقالوا: "بَلْهَ زيدًا"، والمراد: دَعْ زيدًا، وقالوا: "تَرَاكِها"، و"مَنَاعِها"، والمراد: اتْرُكْها، وامْنَعْها.
وقالوا: "عَلَيْكَ زيدًا"، أي: الْزَمْه. وقالوا: "عَلَى زيدًا" أي: أوْلِنِيهِ. فهذه كلّها أسماءٌ لِما ذكرناه من الدلالة، وكلّها مُتعدية ضميرَ المأمور إلى المفعول، كما كانت مسمياتُها كذلك، فاعرفه.
* * *
[اسم الفعل غير المتعدّي]
قال صاحب الكتاب: وغيرُ المتعدي نحوُ قولك: "صَهْ"، أي: اسْكُتْ، و"مَهْ"، أي: "كْفُفْ، و"إيهِ"، أي: حَدِّثْ، و"هَيتَ"، و"هَلْ"، أي: أسْرِعْ، و"هَيكَ"، و"هَيْكَ"، و"هَيا"، أي: أَسْرِعْ فيما أنت فيه. قال [من الرجز]:
(١) في سنن أبي داود الرقم ١٥٧٢؛ وسنن الدارقطني ٢/ ٩٢: "هاتوا ربع العشور من كل أربعين". وانظر موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ١٠/ ١٩٠. (٢) الحاقة: ١٩. ٥٢٠ - التخريج: الرجز لابن ميادة في ديوانه ص ٢٣٧؛ وخزانة الأدب ٤/ ٥٩، ٩/ ٢٧٢، ٢٧٣، ٢٧٤؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٦٦؛ ولسان العرب ٣/ ٤٨١ (جلذ)؛ وبلا نسبة في سمط اللآلي ص٥٠١؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٧٧؛ ولسان العرب ١٢/ ٢١٧ (دوم)، ١٥/ ٣٧٦ (هيا)؛ والمقتضب ٤/ ٩١؛ ونوادر أبي زيد ص ١٩٤. اللغة: القرب: السير في الليلة التي يصبح الماء صبيحتها. الجلذيّ: السير الشديد. دجا الليل: أظلم. الفصيل: ابن الناقة عندما ينفصل عن أمّه. المعنى: يخاطب ناقته، ويطلب منها أن تسير سيرًا شديدًا في الليلة التي ينهمر الماء في صباحها، ما دام في هذه الإبل صغير حي، فالليلة قد اشتدّ ظلامها. الإعراب: "لتقربن": اللام: واقعة في جواب قسم مقدّر، و"تقربن": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وحذفت النون لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون: للتوكيد. "قربًا": مفعول مطلق منصوب بالفتحة. "جلذيًا": صفة "قربًا" منصوبة بالفتحة. "ما دام" "ما": حرف نفي، و"دام": فعل ماض ناقص مبني على الفتح. "فيهن": جار ومجرور متعلقان بـ "حيًّا". "فصيل": اسم "دام" مرفوع بالضمة. "حيًّا": =