قال صاحب الكتاب: و"مَا" إذا كانت اسمًا على أربعة أوجه: موصولةٌ كما ذُكر، وموصوفة، كقوله [من الخفيف]:
٥٠٠ - رُب ما تَكرَهُ النفوسُ مِنَ الأمِر ... له فَرْجَةٌ كحَل العِقالِ
ونكرةٌ في معنَى شَيء من غير صلةٍ، ولا صفةٍ، كقوله تعالى:{فَنِعِمَّا هِيَ}(١). وقولِهم في التعجب:"ما أَحْسَنَ زيدًا! "، ومضمَّنة معنَى حرفِ الاستفهام، والجزاء، كقوله تعالى:{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ}(٢)، وقولِه:{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}(٣).
* * *
٥٠٠ - التخريج: البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٥٠؛ والأزهية ص ٨٢، ٩٥؛ وحماسة البحتري ص ٢٢٣؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٠٨، ١١٣، ١٠/ ٩؛ والدرر ١/ ٧٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣؛ والكتاب ٢/ ١٠٩؛ ولسان العرب ٢/ ٣٤١/ فرج)؛ وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٧، ٧٠٨؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٨٤؛ وله أو لأبي قيس صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب ٦/ ١١٥؛ ولعبيد بن الأبرص في ديوانه ص ١٢٨؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة ٤/ ١٣٤؛ وأساس البلاغة ص ٣٢٧ (فرج)؛ والأشباه والنظائر ٣/ ١٨٦؛ وأمالي المرتضى ١/ ٤٨٦؛ والبيان والتبيين ٣/ ٢٦٠؛ وجمهرة اللغة ص ٤٦٣؛ وجواهر الأدب ص ٣٦٩؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٠؛ ومغني اللبيب ٢/ ٢٩٧؛ والمقتضب ١/ ٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٨. الإعراب: "ربما": "رُبّ": حرف جرّ شبيه بالزائد، و"ما": نكرة بمعنى "شيء" في محل رفع مبتدأ، وفي محل جر بحرف الجر لفظًا. "تكره": فعل مضارع مرفوع. "النفوس": فاعل مرفوع. "من الأمر": جار ومجرور متعلقان بـ "تكره". "له": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. "فرجة": مبتدأ مؤخر مرفوع. "كحل": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ "فرجة"، وهو مضاف. "العقال": مضاف إليه مجرور. وجملة "ربما تكره النفوس ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تكره النفوس ": في محل رفع نعت لـ "ما". وجملة "له فرجة": في محل رفع خبر المبتدأ "ما"، أو في محل جر صفة لـ "الأمر" لأنه محلى بـ "أل" الجنسية. والشاهد فيه قوله: "ربما" حيث دخلت "رب" على "ما" مِمَّا يدل على أن "ما" قابلة للتنكير، لأن "ربَّ" لا تدخل إلَّا على نكرة، وجملة "تكره النفوس" صفة لـ "ما". (١) البقرة: ٢٧١. (٢) طه:١٧. (٣) المزمل: ٢٠.