وقد يستعملان استعمالَ "كان"، و"صار"، مع قطع النظر عن الأوقات الخاصّة، فيقال:"ظلّ كَئبًا"، و"بات حزينًا"، وإن كان ذلك في النهار؛ لأنه لا يُراد به زمانٌ دون زمان. ومنه قوله سبحانه:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}(١)، والمراد أنه يَحْدُث به ذلك، ويصير إليه عند البِشارة، وإن كان ليلًا. وقد تستعمل "باتَ" تامّةً تجتزىء بالمرفوع، فيقال:"بات زيدٌ" بمعنى أنه دخل في المَبِيت. يقال منه:"بَاتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيتُوتَةً".
[فصل [معني الأفعال الناقصة التي أوائلها الحرف النافي]]
قال صاحب الكتاب: والتي أوائلها الحرف النافي في معنى واحد, وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه. ولدخول النفي فيها على النفي جرت مجرى "كان" في كونها للإيجاب، ومن ثم لم يجز:"ما زال زيدٌ إلا مقيماً"، وخطيء ذو الرمة في قوله [من الطويل]:
١٠٢٤ - حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... [علي الخسف أو نرمي بها بلدًا قفرا]
* * *
= الإعراب: "ولقد": الواو: للاستئناف، واللام: حرف موطّىء للقسم، و"قد": حرف تحقيق. "أبيت": فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع اسم (بات). "على الطوى": جارّ ومجرور متعلّقان بخبر "بات" المحذوف، أو هما في محلّ نصب خبره. "وأظلّه": الواو: للعطف، "أظل": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، واسمه ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب خبره. "حتى": حرف غاية وجرّ "أنال": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد حتى، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "به": جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما. "كريم": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "المأكل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "أبيت": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وعطف عليها جملة "أظلّه". وجملة "أنال": في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بخبر "أظلّه". والشاهد فيه قوله: "وأظَلُّه"، الذي فيه دلالة على أنّ الأصل: "ظَلِلْت"، بكسر اللام. (١) النحل:٥٨. ١٠٢٤ - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص ١٤١٩؛ تخليص الشواهد ص ٢٧٠؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٤٧، ٢٤٨، ٢٥٠، ٢٥١، ٢٥٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢١٩، والكتاب ٣/ ٤٨؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٧٧ (فكك)؛ والمحتسب ١/ ٣٢٩؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٠؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٤٢؛ والأشباه والنظائر ٥/ ١٧٣؛ والجنى الداني ص ٥٢١؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢١؛ ومغني اللبيب ١/ ٧٣؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٣٠.=