وقالوا:"جِمالاتٌ"، قال الله تعالى. {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}(١). وقد كثُر جمعُ السلامة في التكسير، قالوا:"رِجالات"، و"كِلاباتٌ"، و"بُيُوتات"؛ لأنها جموع مكسرة مؤنْثة، فجمعوها بالألف والتاء كما يجمع المؤنث، وقالوا:"حُمُراتٌ" و"جُزُراتٌ"، و"طُرُقاتٌ" جمعوها "حِمارًا"، و"جَزُورًا"، على "حُمُرٍ"، و"جُزُرٍ"، و"طَرِيقًا"، على "طُرُقٍ"، ثم جمعوها بالألف والتاء لِما ذكرناه من تأنيث التكسير.
وأما "مُعُناتٌ"، فمثلُ "طُرُقاتٍ", الواحدُ "مَعِينٌ" وهو الماء الجاري، وجمعُه "مُعُن"، مثلُ:"طَرِيق" و"طُرُق"، ثم جمعوا الجمع بالألف والتاء؛ لأنه مؤنث مكسر، فقالوا. "مُعُنات".
وقالوا:"عُوذاتٌ"، والواحد "عائذٌ" للناقة القريبة العهد بالنتاج، قال الراعِي [من الطويل]:
٧٨٠ - لها بحَقِيلٍ فالنمَيرَةِ مَنزل ... ترى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومَتالِيَا
٧٧٩ - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص ٥٦٦؛ وجمهرة اللغة ص ٢٣٤، ٧٠٣، ١٠٩٧؛ ولسان العرب ١/ ٦٤٥ (غريب)، ٤/ ٢٥٢ (خطر)، ١٠/ ١٣٩ (زرق)، ١١/ ١٢٥ (جمل). اللغة: الزرق: أكثبة بالدهناء (وفي الطبعتين: "بالرزق")، وهذا تحريف. الجمائل: جمع جمال وهي جماعة الإبل، تقوب: تقشر. غربان: جمع غراب، وأراد به هنا رأس الورك من الناقة. الخطر: أن يضرب البعير بذنبه على جانبيه ليطرد الذباب. المعنى: يصف الشاعر هذه الإبل بأن أوراكها قد تقشرت لأنها تأكل الرطب فتسلح، ثم تخطر بأذنابها، فتضرب وركيها فيتقشران. الإعراب: "وقربن": الواو: حسب ما قبلها، "قربن": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بالزرق": جار ومجرور متعلقان بالفعل "قَربن". "الجمائل": مفعول به منصوب. "بعدما": ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "قربن"، و"ما": حرف مصدرى، والمصدر المُؤَوْل من "ما تقوّب" في محل جر بالإضافة. "تقوب": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. "عن غربان": جار ومجرور متعلقان بالفعل "تقوَّب". "أوراكها": مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الخطر": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "قربن": حسب ما قبلها. والشاهد فيه قوله: "الجمائل" وهو جمع جمال. (١) المرسلات: ٣٣. ٧٨٠ - التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص ٢٨١؛ ولسان العرب ٣/ ٥٠٠ (عوذ)، ٥/ ٢٣٦ (نمر)، ١٤/ ١٠١ (تلا)؛ ومعجم ما استعجم ٤/ ١٣٣٥؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١١/ ١٦١، ١٦٢ (حقل). =