مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوءاتهم هجر
قال الأخفش (٢): جعل هجر كأنها هى البالغة، وهى المبلوغة فى المعنى.
قوله:«هدّاجون» الهدجان: مشى الشيخ، وهدج الظّليم: إذا مشى فى ارتعاش.
ومن المقلوب قول كعب بن زهير (٣):
كأنّ أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفّع بالقور العساقيل
القور: جمع قارة، وهى الجبيل الصغير.
والعساقيل: اسم لأوائل السّراب، جاء بلفظ الجمع، ولا واحد له من لفظه.
والتّلفّع: الاشتمال والتّجلّل، وقال:«تلفّع بالقور العساقيل» وإنما المعنى:
تلفّع القور بالعساقيل.
وقال أبو العباس ثعلب، فى قوله تعالى:{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ}
(١) ديوانه ص ٢٠٩، برواية: على العيارات هدّاجون قد بلغت نجران أو حدّثت سوءاتهم هجر والبيت برواية النحويين فى معانى القرآن للأخفش ص ١٣٤، والمحتسب ٢/ ١١٨ والجمل المنسوب للخليل ص ٥١، والمغنى ص ٦٩٩، والهمع ١/ ١٦٥، وشرح الأشمونى ٢/ ٧١، وغير ذلك كثير مما تراه فى حواشى كتاب الشعر ص ١٠٧، وقد أشار أبو تمام إلى الروايتين، فى نقائض جرير والأخطل ص ١٦٣. وقوله: «نجران» يأتى بنصب النون ورفعها. والراجح الرفع، على ما حقّقته فى كتاب الشعر. (٢) راجع معانى القرآن، له ص ١٣٥، وابن الشجرى يذكر كلام الأخفش بعبارة أبى علىّ فى كتاب الشعر ص ١٠٨، إلاّ إن كان النقل من كتاب آخر للأخفش غير المعانى. (٣) ديوانه ص ١٦، والمغنى ص ٦٩٦، وشرح أبياته ٨/ ١١٩، وشرح قصيدة كعب لابن هشام ص ٢٣٦ - ٢٤١، واللسان (أوب-قور-لفع-عسقل).