يا ذا المخوّفنا بمقتل شيخه ... حجر تمنّى صاحب الأحلام
قال (٤) أبو سعيد: ذا، فى البيتين للإشارة، وما بعدهما نعت لهما، وهو رفع وإن كان مضافا؛ لأن الأصل فيه غير (٥) الإضافة. أمّا البيت الأول فتقديره: يا ذا الضامر عنسه، كما تقول: أيّها الضامر عنسه، والبيت الثاني تقديره: يا ذا المخوّف لنا، كما/تقول: أيّها المخوّف لنا، ومثله: يا ذا الحسن الوجه، وتقديره: يا ذا الحسن وجهه، وليس «ذا» بمنزلة يا ذا المال، ويا ذا الجمّة، تريد: يا صاحب المال، ويا صاحب الجمّة، وهو الذى يكون فى الرفع بالواو وفى الخفض بالياء وفى النّصب بالألف، تقول: جاءنى ذو المال، ومررت بذى المال، ورأيت ذا المال، وهو معرفة بإضافته إلى ما بعده، وتقول فى الآخر: جاءنى ذا الحسن الوجه، ومررت بذا الحسن الوجه، ورأيت ذا الحسن الوجه.
(١) خزز، بزاءين، بوزن عمر، ابن لوذان، بفتح اللام وبذال معجمة، شاعر جاهلىّ قديم. حواشى البيان والتبيين ٣/ ٣١٦، والخزانة ٢/ ٢٣٣. وقد نسب إليه شعر فى المجلس الثالث والثلاثين، وفاتنى هناك أن أضبطه وأعرّف به. (٢) الكتاب ٢/ ١٩٠، وفرغت منه فى كتاب الشعر ص ٣٤٦، وينسب لخالد بن المهاجر بن خالد ابن الوليد. (٣) ديوانه ص ١٢٢، والكتاب ٢/ ١٩١، والتبصرة ص ٣٤٥، وارتشاف الضرب ٣/ ١٣٠، والخزانة ٢/ ٢١٢. والشاعر يخاطب امرأ القيس، وكان امرؤ القيس قد توعّد بنى أسد الذين قتلوا أباه، فيقول له عبيد: ما تمنّيته لن يقع، وإنما هو أضغاث أحلام. وقوله «تمنّى» منصوب على أنه مصدر عامله محذوف، أى تمنّيت تمنّى صاحب الأحلام. (٤) فى الأصل: «وقال» ولم ترد هذه الواو فى ط، د. (٥) يريد أن الإضافة هنا غير محضة، وأنه يقدّر فيها الانفصال.