أما حذف الضمير العائد إلى الموصول من صلته، فحسن (١) كثير فى التنزيل، /كقوله:{أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً}(٢) و {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}(٣) يريد:
بعثه (٤)، وخلقته، ومنه قوله تعالى:{اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ}(٥) حذف «ها» من «كتبها» كما حذف «هم» من قوله: {وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اِصْطَفى}(٦).
وجاء حذف العائد من جملة الصّفة إلى الموصوف، فى قول جرير:
أبحت حمى تهامة بعد نجد ... وما شيء حميت بمستباح (٧)
حذف الهاء من «حميته» ومثله للحارث بن كلدة الثّقفىّ:
فما أدرى أغيّرهم تناء ... وطول العهد أم مال أصابوا (٨)
أراد: أصابوه، وفى التنزيل:{وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}(٩)
(١) راجع دراسات لأسلوب القرآن الكريم ٣/ ٧٤، ويقول مؤلفه برّد الله مضجعه: «لو تتبعنا أسلوب القرآن لوجدنا أن ذكر عائد الموصول المنصوب قليل جدا بالنسبة لحذفه». (٢) سورة الفرقان ٤١، وانظر كتاب الشعر ص ٣٨٧. (٣) سورة المدثر ١١. (٤) راجع المجلسين الأول والثالث. (٥) سورة المائدة ٢١ (٦) سورة النمل ٥٩. (٧) سبق فى المجلس الأول. (٨) وهذا مثل سابقه. (٩) سورة البقرة ٤٨،١٢٣.