يمشى بأربعة على أعقابه ... تحت العلوج ومن وراء يلجم (١)
ذهب باليدين والرّجلين مذهب الأعضاء، فذكّر على المعنى، كما قال الأعشى:
يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضبا (٢)
وكان القياس أن يقول: بأربع، ولكنه ألحق الهاء ضرورة، وقد أنّثوا المذكّر على المعنى، فيما رواه الأصمعىّ، قال: قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابيّا يمانيا يقول: فلان لغوب، جاءته كتابى فاحتقرها (٣). فقلت له: أتقول جاءته كتابى؟ فقال: أليس بصحيفة؟ فقلت له: ما اللّغوب؟ فقال: الأحمق.
وقال الشاعر:
وحمّال المئين إذا ألمّت ... بنا الحدثان والأنف النّصور (٤)
ويروى:«الغيور». أنّث الحدثان على معنى الحادثة. ومن تأنيث المذكّر على المعنى تأنيث الأمثال فى قوله عزّ وجلّ:{مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}(٥)؛ لأنّ الأمثال فى المعنى حسنات، فالتقدير: عشر حسنات أمثالها. وإذا
(١) ديوانه ٤/ ١٢٧. (٢) فرغت منه فى المجلس الرابع والعشرين. (٣) تقدم فى المجلس الحادى والستين. (٤) فرغت منه فى المجلس السادس عشر. (٥) سورة الأنعام ١٦٠.