فالضّرب الأوّل من ضروب الاسميّة: كونها شرطيّة، كقولك: ما تولنى من صنيع أشكرك عليه، فما فى موضع نصب، بوقوع الفعل الشّرطيّ عليها، ومثله فى التنزيل:{وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ}(٢).
فإن قلت: ما تسده إليّ من جميل أعترف لك به، فما فى موضع رفع بالابتداء، لأنك شغلت الفعل عنها بالهاء.
والثانى: كونها استفهاميّة، كقولك: ما معك؟ ف «ما» فى موضع رفع بالابتداء، ومثله:{وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى}(٣) فإن قلت: ما أخذت؟ كانت فى موضع نصب؛ لأن الفعل غير مشغول عنها.
فإن أدخلت عليها حرف خفض لزمك فى الأغلب حذف ألفها فى اللفظ والخطّ، تقول: عمّ سألت؟ وفيم جئت؟ فرّقوا بهذا بينها وبين الخبريّة التى بمعنى
(١) حكى صدر هذا الكلام، والكلام على «ما» الاستفهامية، الإمام النّووىّ، فى تهذيب الأسماء واللغات-الجزء الثانى من القسم الثانى ص ١٣٢،١٣٣، وأثنى على ابن الشجرى ثناء عظيما. (٢) سورة البقرة ١٩٧. (٣) سورة طه ١٧.