أمّا الحذف الواقع بالفعل، فإنه ينقسم إلى ستّة أضرب، الأول: حذفه على شريطة التفسير، والثانى: حذفه مع إن، والثالث: حذفه للدلالة عليه، والرابع:
حذفه مع أمّا، والخامس: حذفه جوابا، والسادس: حذفه اختصارا وإيجازا.
فحذف الفعل على شريطة التفسير (١)، يقع فى سبعة مواضع: الاستفهام والأمر والنهى والشرط والتحضيض والنفى والعطف.
فحذفه فى الاستفهام، كقولك: أزيدا أكرمته، أزيدا مررت به، أزيدا ضربت أخاه؟ / {أَبَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ}(٢) فالعوامل فى هذه المنصوبات أفعال مقدّرة قبلها، تفسّرها الأفعال المذكورة بعدها، ولا يجوز أن تنصبها بالتى بعدها، لأن تلك قد تعدّت إلى ما تقتضيه من المفعول، ظاهرا أو مضمرا، فالتقدير:
وإنما أضمرت جزت، ولم تضمر مررت، لأن مررت لا يتعدّى إلا بالجارّ، فلو أضمرته أضمرت حرف الجرّ، وحرف الجرّ لا يضمر، وأضمرت أهنت فى قولك: أزيدا ضربت أخاه؟ لأن الضرب لم يقع بزيد، وإنما وقعت به الإهانة بضرب أخيه، ومثل تقديرك جزت زيدا، ولم تقدّر مررت، التقدير فى قول جرير (٣):
أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا
(١) وهو باب الاشتغال. (٢) سورة القمر ٢٤. (٣) ديوانه ص ٨١٤، والكتاب ١/ ١٠٢،٣/ ١٨٣ - وفى هذا الموضع الثانى يصحّح العينى إلى ٥٣٣، والتبصرة ص ٣٣٥، وفى حواشى الكتاب تخريجات أخرى. والبيت أعاده ابن الشجرى فى المجلس الخامس والسبعين.