ذكر ما جاء فى الذى والتى و [فى (١)] تثنيتهما وجمعهما من اللّغات
اختلف النحويّون فى أصل «الذى»، فقال البصريّون: أصله لذ، بوزن شج وعم (٢)، وقال بعضهم: إنّ الألف واللام دخلتا عليه للتعريف، وقال آخرون، وهو الصحيح: بل دخلتا زائدتين لتحسين اللفظ، ولوصف الذى بما فيه الألف واللام، كقولك: مررت بالذى أكرمته الظريف، وجاءنى الذى عندك الطويل، ولم يفعلوا هذا فى «من» إذا كانت موصولة، لم يقولوا: مررت بمن أكرمته الظريف، قالوا: وإنّما تعرّف «الذى» بصلته كما تعرّف «من» و «ما» بصلتهما، وكما تعرّف «ذو» فى قول الشاعر:
لأنتحين للعظم ذو أنا عارقه (٣)
أى الذى أنا عارقه، بصلته.
وقال الفرّاء: أصل الذى: ذا، المشار به إلى الحاضر، أرادوا نقله من الحضرة إلى الغيبة، فأدخلوا عليه الألف واللام للتعريف، وحطّوا ألفه إلى الياء،
(١) زيادة من ط، د. (٢) راجع هذه المسألة فى الإنصاف ص ٦٦٩، وحواشيه. (٣) صدره: فإن لم أصدق بعض ما قد صنعتم وقائله: قيس بن جروة الطائى، الملقّب بعارق الطائى؛ لهذا البيت. وقيل: هو عمرو بن ملقط. وقد فرغت منه فى كتاب الشعر ص ٤١٥.