الاستخبار والاستفهام والاستعلام واحد، فالاستخبار: طلب الخبر، والاستفهام: طلب الفهم، والاستعلام: طلب العلم، والاستخبار نقيض الإخبار، من حيث لا يدخله صدق ولا كذب، وأدواته حروف وأسماء وظروف، فالحروف:
الهمزة وهل وأم، والهمزة أمّ الباب، ألا تراها تكون للإثبات، كقوله (١):
أطربا وأنت قنّسرىّ
خاطب (٢) نفسه مستفهما، وهو مثبت، أى قد طربت (٣)، ولا يجوز: هل طربا؟ ويدلّك على قوّة الهمزة فى بابها أنّ حرف العطف الذى من شأنه أن يقع قبل المعطوف، لا يتقدّم عليها، بل لها الرّتبة الصّدريّة عليه، كقولك: أفلم أكرمك، أولم أحسن إليك؟ كما جاء فى التنزيل:{أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ}(٤) - {أَوَكُلَّما}
(١) العجاج. ديوانه ص ٣١٠، والكتاب ١/ ٣٣٨،٣/ ١٧٦، والمقتضب ٣/ ٢٢٨،٢٦٤،٢٨٩، والفصول الخمسون ص ١٩٧، والمقرب ٢/ ٥٤، والمغنى ص ١٢، وشرح أبياته ١/ ٥٤، والخزانة ١١/ ٢٧٤، وغير ذلك كثير. والقنّسرىّ: الشيخ. قال الأعلم: وهو معروف فى اللغة، ولم يسمع إلاّ فى هذا البيت. حكاه البغدادىّ. (٢) فى هـ: يخاطب. (٣) هذا من تأويل سيبويه، مع اختلاف فى العبارة. راجع الموضع الثانى المذكور من الكتاب. (٤) سورة البقرة ٨٧، وجاء فى الأصل، وهـ «أوكلّما» بالواو، تحريف.