فحور قد لهوت بهنّ عين ... نواعم فى البرود وفى الرّياط
فالفاء جواب الشّرط، وإذا كانت الفاء جوابا للشرط، حصل انجرار الاسم (٣)[بالجارّ] المضمر، ومن الدليل على ذلك أيضا قوله:
بل بلد ملء الفجاج قتمه (٤)
«فلو كان الجرّ بالواو، دون ربّ المضمرة، لكان الجرّ فى قوله: «بل بلد» ببل، قال: وهذا لا نعلم أحدا به اعتداد يقوله».
قوله:«أولو النّياط» النّياط: جمع نوطة، والنّوطة: الحقد.
والرّيطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، ولم تكن لفقين، وجمعها: ريط ورياط.
وقول رؤبة:«عامية أعماؤه» أى غير واضحة نواحيه وأقطاره.
وقوله:«كأنّ لون أرضه سماؤه» هو من المقلوب، وفيه تقدير حذف مضاف، وإنما أراد: كأنّ لون سمائه لون أرضه، وذلك لأن القتام لأجل الجدب ارتفع حتى غطّى السماء، فصار لونها كلون الأرض، وقد اتّسع القلب فى كلامهم حتى استعملوه فى غير الشّعر، فقالوا: أدخلت القلنسوة فى رأسى، والخاتم فى
(١) وذكره فى كتاب الشعر ص ٥٠. (٢) وهذا أيضا تقدم فى المجلس المذكور. (٣) ساقط من هـ. (٤) لرؤبة، وسبق فى المجلس المذكور.