وإنما يجب قلب الواو ياء فى هذا المثال من الجمع إذا سكنت فى الواحد، كواو ثوب وحوض، المنقلبة ياء فى ثياب وحياض.
والجواد من الخيل: كأنه الذى يأتى بجرى بعد جرى، كالجواد من الناس، الذى يعطى مرّة بعد مرّة، وفرّقوا بين مصادرهما، فقالوا: رجل جواد بيّن الجود، وفرس جواد بيّن الجودة والجودة.
وفى قراءة عبد الله:{إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} [بطرح قوله: فقال (٢)] وجاء فى قراءته عكس هذا: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ} يقولان {رَبَّنا}(٣) والقول كثيرا (٤) ما يحذف لقوّة العلم بمكانه، وقد اتّسع حذفه فى القرآن، كقوله/ تعالى:{وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ}(٥) أى يقولون: سلام عليكم، وكقوله:{فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ}(٦) أى فيقال لهم: أكفرتم [بعد إيمانكم (٧)] وكقوله: {وَالَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ}
(١) البيت لأنيف بن زبّان النهشلى، وقيل: لأثال بن عبدة بن الطبيب [الطويل]. الحماسة البصرية ١/ ٣٥، والمنصف ١/ ٣٤٢، والمحتسب ١/ ١٨٤، وشرح المفصل ١٠/ ٨٨، وشرح الجمل ٢/ ٥٣٣، والممتع ص ٤٩٧، والخزانة ٩/ ٤٨٨، وشرح شواهد الشافية ص ٣٨٥، وشرح أبيات المغنى ٤/ ٦٨، والتصريح على التوضيح ٢/ ٣٧٩، وشرح الأشمونى ٤/ ٣٠٤، واللسان (طول). والشاهد من غير نسبة صريحة فى الكامل ص ١٢١،١٠٤٤، ومجالس ثعلب ص ٤١٢، وانظر القصيدة التى منها هذا البيت فى شرح الحماسة ص ١٦٩،٦٣٧. (٢) سقط من الأصل. (٣) سورة البقرة ١٢٧، وانظر المحتسب ١/ ١٠٨، وحواشيه، ومعانى القرآن للفراء ٢/ ٤٠٥، وكأن ابن الشجرى ينقل عنه. (٤) حكى ابن هشام عن أبى على الفارسىّ قوله: «حذف القول من حديث البحر، قل ولا حرج» شرح قصيدة كعب بن زهير ص ٣٨، وانظر كتاب الشعر ص ٣٣٢. (٥) سورة الرعد ٢٣،٢٤. (٦) سورة آل عمران ١٠٦. (٧) ليس فى الأصل.