اختلف أهل العلم في معنى ((دبر)): هل هو آخر جزء من الصلاة، أي قبل السلام؛ لأن دبر كل شيء مؤخره؟، أو المراد به بعد انقضاء الصلاة، أي بعد السلام، كما في قوله تعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}(٢).
أو المراد مجموع الأمرين؟ ذهب شيخ الإسلام وابن القيم أنه آخر الصلاة بعد التشهد وقبل السلام، قال ابن القيم: ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا يرجح أن يكون قبل السلام، فراجعته فيه فقال: دبر كل شيء منه، كدبر الحيوان (٣).
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - عن حديث معاذ الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ:((يَا مُعَاذُ إِنِّي لأُحِبُّكَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أُحِبُّكَ، قَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) (٤).
(١) سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب حدثنا محمد بن يحيى، ٥/ ٥٢٦، برقم ٣٤٩٩، والنسائي في الكبرى، كتاب الأذان، ما يستحب من الدعاء دبر الصلوات المكتوبات، ٦/ ٣٢، برقم ٩٨٥٤، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٦٧. (٢) سورة ق، الآية: ٤٠. (٣) زاد المعاد، ١/ ٧٨. (٤) مسند أحمد، ٣٦/ ٤٢٩، برقم ٢٢١١٩، سنن أبي داود، كتاب الوتر، باب في الاستغفار، ١/ ٥٦١، برقم ١٥٢٤، المستدرك، ١/ ٢٧٣، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم ١٣٦٢.