بعد ونصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (١)، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك (٢) حتى يكون عند الإفطار))، وفي رواية مسلم:((فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم ... ))، وفي لفظ:(( ... ونضع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم)) (٣)، وقال عمر - رضي الله عنه - لِنشْوان (٤) في رمضان: ((ويلك وصبياننا صيام فضربه)) (٥)، فينبغي لولي الصغير أن يأمره بالصيام إذا بلغ سبع سنين وأطاق الصيام، للتمرين عليه كما فعل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبيانهم - رضي الله عنهم -، إلا إذا كان الصيام يضرهم فلاحرج على وليّه إذا لم يصوِّمْه.
ويحصل البلوغ بواحد من أمور ثلاثة للذكر، والأنثى تزيد بأمرٍ رابعٍ، على النحو الآتي:
الأمر الأول: إنزال المني باحتلام أو في اليقظة؛ لقول الله تعالى: {وَإِذَا
(١) العهن: الصوف. (٢) أعطيناه ذلك: أي أعطوه اللعبة من العهن حتى يتم صومه إلى غروب الشمس. (٣) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، برقم ١٩٦٠، ومسلم، كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء، برقم ١١٣٦. (٤) النشوان: السكران [فتح الباري، لابن حجر، ٤/ ٢٠١]. (٥) البخاري، كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، قبل الحديث رقم ١٩٦٠، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ٤/ ٢٠١: ((وصله سعيد بن منصور والبغوي)).