١ - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه قال: قَالَ لي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟)). قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: ((إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ (١)، وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ (٢)، لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ)). قَالَ فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ:((فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ - عليه السلام - كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى))،وفي لفظٍ:((ألم أُخْبَرْ أنّك تصومُ النهارَ وتقومُ اللّيلَ؟))، فقلت: بلى يارسول الله، قال:((فلا تفعلْ))، وفيه:((صُمْ صِيامَ نبيِّ الله داود - عليه السلام - ولا تزد عليه))،وفي لفظٍ:((لا صام من صام الأبد)) مرتين (٣).
٢ - حديث أبي قتادة - رضي الله عنه -، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن صيام الدهر؛ فقال:((لا صام ولا أفطر))، أو:((ما صام وما أفطر))، وفي لفظ:((لم يصم، ولم يفطر)) (٤).
(١) هجمت له العين: هجوم العين غورها، ودخولها في مكانها من الضعف. [جامع الأصول،٦/ ٣٣٤]. (٢) نفهت له النفس: أعيت وسئمت. جامع الأصول لابن الأثير، ٦/ ٣٣٤. (٣) متفق عليه: البخاري، برقم ١٩٧٥، و١٩٧٧، و١٩٧٩، ومسلم، برقم ١١٥٩، وتقدم تخريجه في صيام يوم وإفطار يوم في النوع التاسع من أنواع التطوع. (٤) مسلم، برقم ١٩٧ - (١١٦٢)، وتقدم تخريجه في النوع الثالث من صيام التطوع، صيام يوم عرفة، وفيه أنواع كثيرة من أنواع الصيام.