فرض الله - عز وجل - صيام شهر رمضان ويسَّره على عباده، ولم يكلفهم ما لا طاقة لهم به، قال الله - عز وجل - في فرضه شهر رمضان وتيسيره في ذلك:{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(١)، والله لم يوجب الصيام أداءً إلا على المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام، المقيم، السالم من الموانع، وهذا من رحمته وإحسانه، وتيسيره على عباده؛ فإنه تعالى لم يجعل عليهم في الدين من حرج كما قال - عز وجل -: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(٢)، وقال - سبحانه وتعالى -: {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ}(٣)، وقال جلَّ وعلا:
(١) سورة البقرة، الآية:١٨٥. (٢) سورة الحج، الآية: ٧٨. (٣) سورة التغابن، الآية:١٦. (٤) الإصر: العهد والميثاق، وقيل: الحمل الثقيل. [جامع الأصول لابن الأثير،٢/ ٦٢]. (٥) مسلم، كتاب الإيمان، باب تجاوز الله تعالى عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر، وبيان أنه - سبحانه وتعالى - لم يكلف إلا ما يطاق ... ، برقم ١٢٥ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.