رمضان، وقال:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}(١)، فإذا ضُمَّت الآيتان بعضهما إلى بعض تعيّن أن تكون ليلة القدر في رمضان بِيَقينٍ لا شك فيه (٢)، وقد ثبت من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يُبيِّن ذلك، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله - عز وجل - عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم))، وفي لفظ أحمد:(( ... تفتح فيه أبواب الجنة)) بدلاً من ((أبواب السماء)) (٣).
وعن أنس - رضي الله عنه -، قال: دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِمَ الخير كُلَّه، ولا يُحرم خيرها إلا محروم)) (٤).
رابعاً: ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان بلا شك؛ للأحاديث الآتية:
١ـ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تحرُّوا (٥) ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))،وفي رواية للبخاري: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(١) سورة القدر، الآية: ١. (٢) انظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، ٥/ ٣٩٩، والشرح الممتع لابن عثيمين، ٦/ ٤٩١. (٣) النسائي، برقم ٢١٠٨،وأحمد، برقم ٧١٤٨، وتقدم تخريجه في فضائل شهر رمضان، والحديث قال الألباني عنه في صحيح ابن ماجه، ٢/ ٤٥٦: ((حسن صحيح)). (٤) ابن ماجه، برقم ١٦٤٤، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه، ٢/ ١٥٩: ((حسن صحيح)). (٥) تحرَّوا: التحرِّي: القصد والاجتهاد في طلب الغرض. [جامع الأصول، ٩/ ٢٤٥].