وإذا عمل المسلم بالمرتبة الأولى: وهي صيام ثلاثة أيام: اليوم التاسع، والعاشر والحادي عشر، حصل على فوائد، منها:
أولاً: أدرك صيام يوم عاشوراء يقيناً لا شك فيه، لأن شهر ذي الحجة قد يكون تسعة وعشرين وقد يكون ثلاثين، فإذا لم يُرَ الهلال فقد عمل باليقين: إما رؤية الهلال أو إكمال ذي الحجة ثلاثين يوماً، وقد يخطئ، فحينئذٍ يحصل بصيام الثلاثة على إدراك يوم عاشوراء الذي يكفر به ذنوب سنة ماضية.
ثانياً: حصل على صيام ثلاثة أيام من الشهر فيكتب له صيام شهر كامل.
ثالثاً: صام ثلاثة أيام من شهر الله المحرم الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المحرم)) (١).
رابعاً: خالف اليهود في صيامهم فلم يفرد عاشوراء بالصيام، بل صام معه غيره، والله تعالى أعلم (٢).
[النوع السادس: صوم شهر شعبان]
من الصيام المستحب صيام شهر شعبان وقد جاء في فضل صيامه أحاديث كثيرة منها الأحاديث الآتية:
(١) مسلم، برقم ١١٦٣، وتقدم تخريجه في النوع الرابع. (٢) سبق في المبحث التاسع: أركان الصيام في الركن الأول: النية ذكر حديث الربيع بنت معوذ، وفيه الدلالة على أن صوم يوم عاشوراء كان متأكداً في أول الإسلام حتى فرض رمضان، فلما فرض رمضان صار صوم عاشوراء سنة. [البخاري، برقم ١٩٦٠، ومسلم، برقم ١١٣٦، وحديث سلمة بن الأكوع كذلك في صحيح مسلم، برقم ١١٣٥].