الحديث الرابع: حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم في غدير خم [بين مكة والمدينة](١)، وفيه:(( ... وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور [هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))، فحث على كتاب الله، ورغَّب فيه ... )) (٢).
الحديث الخامس: حديث أبي ذر - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: ((أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كلِّه))، (قلت: يا رسول الله زدني، قال: ((عليك بتلاوة القرآن وذكر الله؛ فإنه نورٌ لك في الأرض وذخرٌ لك في السماء)) (٣).
فقد جاءت هذه الأحاديث تدل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى بكتاب الله تعالى في عِدَّةِ مواقف: في خطبة عرفات، وفي خطبة أيام منى، وفي خطبته في غدير خم بين مكة والمدينة، وعند موته - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على أهمية كتاب الله - عز وجل -.
٣٠ - والقرآن العظيم: من ابتغى الهُدى من غيره أضلّه الله، وهو حبل الله
(١) اسم لفيضة على ثلاثة أميال من الجحفة، غدير يقال له: غدير خم. [شرح النووي على صحيح مسلم]. (٢) مسلم، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب من فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، برقم ٢٤٠٨. (٣) ابن حبان في صحيحه مطولاً، برقم ٣٦١، ٢/ ٧٨، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٦٤، برقم ١٤٢٢.