وقد تُحذف هي وأحدُ جزأَيْ الجملة، وهو أضعف من الأول؛ لأن فيه إيقاعَ المفرد في موقع الجملة، كقوله (١):
... مَنْ يَنْكَعِ العَنْزَ ظَالِمُ (٢)
أي: فهو ظالمٌ، قال أبو الفَتْح (٣): إنه جازَ على تشبيه الصفة بالفعل، كما جاز:
أَقَائِلُنَّ: أَحْضِرُوا الشُّهُودَا؟ (٤)
على ذلك (٥).
* [«وتَخْلُفُ الفاءَ "إذا" المفاجَأه»]: لأنها مثلُها في إفادة معنى التعقيب والإتباعِ، تقول: خرجت فإذا زيدٌ: ففَاجَأَ خروجي زيد، ولم يكن عَقِيبَه غيرُ رؤيته (٦).
والفعل من بعد الجزا إن يقترن ... بالفا أو الواوِ بتثليثٍ قمن
(خ ١)
* روى هُبَيرةُ (٧)، عن حَفْصٍ (٨)، عن عاصِمٍ (٩): {فَنُنْجِيَ مَنْ نَشَاءُ}(١٠) بنونَيْن
(١) هو رجل من أسد. (٢) بعض بيت من الطويل، تقدَّم في باب الابتداء. (٣) المحتسب ١/ ١٩٣. (٤) بيت من مشطور الرجز، لرُؤْبة بن العجَّاج. ينظر: ملحقات الديوان ١٧٣، والخصائص ١/ ١٣٧، وشرح التسهيل ١/ ١٤، والتذييل والتكميل ١/ ٦٦، والمقاصد النحوية ١/ ١٧٩، ٣/ ١٤٧٧، وخزانة الأدب ١١/ ٤٢٠. (٥) الحاشية في: ٣٠/ب. (٦) الحاشية في: ٣٠/ب. (٧) هو ابن محمد التمَّار، أبو عمر، مقرئ بغدادي مشهور بالمعرفة، قرأ على حفص والكسائي. ينظر: معرفة القراء الكبار ١٢١، وغاية النهاية ٢/ ٣٥٣. (٨) هو ابن سليمان بن المغيرة الأسدي، أبو عمر، قارئ الكوفة في زمانه، وصاحب عاصم، وابن زوجته، توفي سنة ١٨٠. ينظر: معرفة القراء الكبار ٨٤، وغاية النهاية ١/ ٢٥٤. (٩) ينظر: السبعة ٣٥٢. (١٠) يوسف ١١٠، وتمامها: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}.