قلنا: حَمْلُه على الإبدال أقوى؛ لأنه قد جاء في مصدره: دَيْمًا.
فإن قيل: فلعلَّ الياء لغة، وهي أصل.
قيل: يُبعِده: إجماعُهم على: الدَّوَام، ولا يقول أحد: الدَّيَام.
ومنها: أن عُمَارةَ (١) بنَ عَقِيلٍ قال في جمع: رِيح: أَرْياح، فنُبِّه، فردَّ إلى: أَرْواح (٢).
ع: ذكر هذه كلَّها أبو الفَتْح (٣)، ومن ذلك عندي: صِعَقيّ (٤)، بكسر الصاد مع فتح العين، وشِهْد، وفِخْذ، بكسر أول الكلمة مع سكون ثانيها، إذا قلنا: إن الكسرة إتباعٌ لا منقولةٌ.
ومن ذلك:{مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا}(٥)، صار كأنَّ المشتَرط في هذا المحلِّ إنما هو فاصل في الجملة، وتُنُوسي ما شُرع الحكم له (٦).
[فصل]
فا أمرٍ او مضارعٍ من كوعد ... احذف وفي كعدة ذاك اطَّرد
(خ ١)
* إذا وقعت الواو فاءً لفعل أو ما تصرَّف منه بعد ياء مفتوحة، وقبل كسرة؛ حذفت، وحُمل على ذي الياء أخواتُه.
فقولنا:«فاءً لفعل» إلى آخره: احترازٌ من أن تبني من: الوَعْد مثلَ: يَقْطِين، قلت: يَوْعِيد.
(١) هو ابن عقيل بن بلال بن جرير بن الخَطَفى اليربوعي، أبو عقيل، شاعر كأبيه وجده، قدم العراق من البادية، ومدح المأمون وغيره، وأخذ عنه العلماء اللغة. ينظر: طبقات الشعراء لابن المعتز ٣١٦، والأغاني ٢٤/ ٣٤٩، ومعجم الشعراء ٢٤٧. (٢) ينظر: مجالس العلماء ١٤٨، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي ٤/ ١٩٩ (ط. العلمية)، والمحكم ٣/ ٥٠٧. (٣) الخصائص ١/ ٣٥٢، ٣٥٦، ٣٥٧. (٤) منسوب إلى: الصَّعِق، لقب خُوَيلد بن نُفَيل. ينظر: القاموس المحيط (ص ع ق) ٢/ ١١٩٥. (٥) الأنعام ١٤٨. (٦) الحاشية في: ٢٢٠.