* قال الزَّمَخْشَريُّ (١) في: {أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}(٢): لا ينبغي أن يُجعل "أَحْصى""أَفْعَلَ" تفضيلٍ؛ لأن بناءه من غير الثلاثي المجرَّدِ ليس بقياسٍ، نحو: أَعْدى من الجَرَب (٣)، و: أَفْلَسُ من ابن المُذَلَّق (٤)، والقياسُ على الشاذ في غير القرآن ممتنعٌ، فكيف بالقرآن؟
ح (٥): هذا مذهب أبي عَلِيٍّ (٦)، وظاهرُ قولِ س (٧) جوازُ بنائه من "أَفْعَلَ"، وهو قول أبي إِسْحاقَ (٨)، وذهب ابنُ عُصْفُورٍ (٩) إلى جوازه إن كانت الهمزةُ لغير نقلٍ، كـ: أَشْكَلَ الأمرُ، و: أَظْلَمَ الليلُ، تقول: ما أَشْكَلَ المسألةَ، و: ما أَظْلَمَ الليلَ، والهمزةُ في "أَحْصى" لغير النقل.
قال (١٠): و"أَمَدًا" إن نصبت على أنَّ "أَحْصى""أَفْعَلُ" فـ"أَفْعَلُ" لا تعمل، أو بـ"لَبِثوا" فلا يصح المعنى، أو بفعلٍ مضمر، كما في:
(١) الكشاف ٢/ ٧٠٥، ٧٠٦. (٢) الكهف ١٢. (٣) مثلٌ يضرب للمبالغة في العَدْوى. ينظر: جمهرة الأمثال ٢/ ٦٧، ومجمع الأمثال ٢/ ٤٥. (٤) مثلٌ يضرب للمبالغة في الفقر، وابن المذلَّق -ويروى بالدال-: رجل من عبدشمس كان يعرف هو وأبوه وجده بالإفلاس. ينظر: جمهرة الأمثال ٢/ ١٠٧، ومجمع الأمثال ٢/ ٨٣. (٥) البحر المحيط ٧/ ١٤٧، ١٤٨. (٦) الإيضاح ١١٥، ١١٦. (٧) الكتاب ١/ ٧٣. (٨) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٢٧١. (٩) المقرب ١١٠. (١٠) أي: الزمخشري.