إن عاملانِ اقتَضَيا في اسمٍ عَملْ ... قبلُ فللواحد منهما العمل
(خ ١)
* قولُه:«اقتَضَيا في اسمٍ عَمَل قبلُ»: قال الخَضْرَاويُّ (١) في قول ساعِدةَ (٢) بنِ جُؤَيَّةَ:
مَهْمَا تُصِبْ أُفُقًا مِنْ بَارِقٍ تَشِمِ (٣):
إن أبا عَلِيٍّ (٤) أجاز في البيت ثلاثةَ أوجهٍ:
أحدها: أن يكون على القَلْب، و"بارق" مفعولُ "تُصِب"، و"مِنْ" مقدَّرٌ دخولُها على "أُفُق".
الثاني: أن يكون "أُفُقًا" ظرفًا، و"مِنْ" زائدةً؛ لأنه في غير الواجب.
والثالث: أن يكون "أُفُقًا" أيضًا ظرفًا، و"مِنْ" زائدةً، ويكونا معمولَيْن لـ"تَشِم"، ويكونَ مفعولُ "تُصِب" ضميرًا محذوفًا عائدًا على "الأُفُق"، أو على "البارق"، أي: مهما تصبْه.
قال ابنُ هِشَامٍ الخَضْرَاويُّ غفر الله له: وهذا الوجهُ من إعمال الفعلَيْن والمعمولُ
(١) ينظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ٤/ ٢٦٨ (عن رسالة في شروط التنازع لابن هشام). (٢) هو شاعر جاهلي هُذَلي، يكثر في شعره الغريب. ينظر: المؤتلف والمختلف للآمدي ١٠٣. (٣) عجز بيت من البسيط، وصدره: قد أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهي طاويةٌ ... ... أُوبِيَت: مُنِعتْ، وتُصِب أُفُقًا: تجد ناحيةً، بارق: سحاب فيه برق، تَشِم: تقدِّر أين موقعُه، ثم تمضي إليه. ينظر: ديوان الهذليين ١/ ١٩٨، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٨، والمعاني الكبير ٢/ ٧٢٧، والحجة ١/ ٢٣٧، والتذييل والتكميل ٧/ ٦٩، ومغني اللبيب ٤٣٥، وخزانة الأدب ٨/ ١٦٣، ٩/ ٢٦. (٤) ينظر: التذييل والتكميل ٧/ ٦٩، والأشباه والنظائر ٤/ ٢٦٨ للسيوطي (عن رسالة في شروط التنازع لابن هشام)، وخزانة الأدب ٨/ ١٦٥.