ج ـ ذكر السمعاني خلاف المفسرين في سؤال الكفار وحسابهم، فقال:
ـ عن قتادة قال: الكافر لا يُحاسب، بل يُؤمر به إلى النار من غير حساب ولا سؤال.
ـ وقال بعضهم:{وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}[القصص:٧٨]؛ لأنهم يُعرفون بسيماهم.
ـ وقيل: لا يُسألون سؤال استعلام، وإنما يُسألون سؤال تقريع وتوبيخ.
ـ ويُقال: لا يُسألون سؤال لمن له عذر في الجواب، وإنما يُسألون على معنى إظهار قبائحهم، ليفتضحوا على رؤوس الجميع (١)، قال تعالى:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف:٦]، يقول السمعاني: هذا سؤال توبيخ، لا سؤال استعلام، يعني نسألهم عما عملوا فيما بلغهم، " ولنسألن المرسلين " عن الإبلاغ ". (٢)
وأشار السمعاني إلى أن في القيامة مواقف، فموقف يُسألون، وموقف لا يسألون. (٣)
٨ ـ أجمع العلماء على أن الله جل وعلا، يحشر الخلائق يوم القيامة، ويعيدهم كما بدأهم، حفاة، عراة، غرلاً (٤). والحشر يوم القيامة حق. يقول السمعاني: " أما حشر الجن والإنس، حق يجب الإيمان به " (٥)، قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} [مريم:٨٥ - ٨٦]، يقول السمعاني: " الحشر: جمع الأقوام من كل صقع في محل واحد ". (٦)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٥٧ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٦٥ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٥٧ (٤) ابن القطان: الإقناع: ١/ ٥٤ (٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٤٤ (٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣١٤، والحشر يكون لكل شيء حتى الذباب. تفسير السمعاني: ٦/ ١٦٥