ب ـ أن الشفاعة حق، ومن أنكرها فهو ضال مبتدع، يقول السمعاني:" والأخبار في الشفاعة كثيرة، وأول من أنكرها عمرو بن عبيد، وهو ضال مبتدع بإجماع أهل السنة ". (١)
ج ـ وأن الشفاعة قسمان: أولًا: شفاعة منفية: وهي شفاعة الكفار، قال تعالى:{وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ}[البقرة:١٢٣]، يقول السمعاني:" أراد بقوله: " وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ " في قوم مخصوصين، وهم اليهود والنصارى "(٢)، وقال تعالى:{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}[المدَّثر:٤٨]، يقول السمعاني معللاً ذلك:" لأنهم كفرة، فلا يكون لهم شفيع ولو كان لم ينفعهم. وفي التفسير: أن هذا حين يخرج قوم من المؤمنين من النار، بشفاعة الأنبياء والرسل، والملائكة، والعلماء والصديقين، وكل هذا مروي في الأخبار، ويبقى الكفار في النار على الخصوص ". (٣)
ثانياً: الشفاعة المثبتة: وهي ما اجتمع فيها شرطان:
١ ـ إذن الله تعالى للشافع أن يشفع،
٢ ـ ورضاه عن المشفوع له، واستدل لها السمعاني بجملة من النصوص، منها:
قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}[طه:١٠٩]، وقال تعالى:{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[النجم:٢٦]، يقول السمعاني:" والمعنى أنهم لا يملكون الشفاعة لأحد، حتى يأذن الله فيه ويرضاه "(٤).
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٧٠ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٣٤ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٩٩ (٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٩٦