وقد ذهب ابن حزم ومن معه، إلى أن الدهر من أسماء الله تعالى؛ استناداً على هذا الحديث، وقد غلطه العلماء في ذلك، يقول ابن كثير:" وقد غلط ابن حزم ومن نحا نحوه من الظاهرية، في عدهم الدهر، من الأسماء الحسنى، أخذاً من هذا الحديث "(١).
المسألة الثانية: هل يجوز السؤال عن الله بالمائية؟!
قال السمعاني في قصة موسى مع فرعون، وسؤال فرعون لموسى {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤)} [الشعراء:٢٣ - ٢٤]: "واعلم أن سؤال المائية، لا يجوز على الله، وإنما هذا من أوصاف المخلوقين، والدليل عليه: أن موسى لم يجب سؤال المائية، فلم يقل: ربي لونه كذا، وهو من كذا، وريحه كذا، ولكن أجاب بذكر أفعاله الدالة عليه، فقال: " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ". واعلم أن سؤال المائية، سؤال عن جنس الشيء، والله تعالى منزه على الجنسية، ويُقال: إن جواب موسى عن معنى السؤال، لا عن عين السؤال، كأن معنى السؤال: ومن رب العالمين؟ قال: " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ " (٢).
(١) ((ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٧/ ٢٤٨ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٢