ولذا أمر الله جل وعلا بتوحيده، والاستغفار من الشرك، قال سبحانه:" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ"(فصلت ٦)، يقول السمعاني:" " فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ " أي: توجهوا إليه بالطاعة والعبادة، وقوله "وَاسْتَغْفِرُوهُ " أي من الشرك الذي أنتم عليه (١).
ومن المواطن التي أمر الله جل وعلا باتقاء الشرك قوله تعالى:" بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (البقرة ٧٦)، يقول السمعاني:"" مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى"
قال ابن عباس: واتقى الشرك،" فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"الموحدين " (٢).
وأخبر جل وعلا أنه إنما أنزل القرآن الكريم؛ ليوحد وليتقى الشرك، قال سبحانه:"وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا" (طه ١١٣)، يقول السمعاني:"" لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"أي يتقون الشرك والمعاصي " (٣).
وكانت هي لب دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ " (النحل ٣٦)،يقول السمعاني: " أي وحدوا الله واجتنبوا الأصنام" (٤)، وجاء على ألسنة الأنبياء في دعوتهم لأقوامهم:"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ" (الشعراء ١٠٨)، يقول السمعاني:" أي: اتقوا الله بترك الشرك، وأطيعون فيما أمركم به " (٥).
(١) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٣٧. (٢) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٣٣٣. (٣) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٥٧. (٤) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ١٧٢. (٥) السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٥٧.