الأول: ولذكر الله أكبر، أي: أفضل من كل الطاعات.
والثاني: أي: ولذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه.
والثالث: أي: ولذكر الله في الثواب، أكبر من ذكركم في الطاعة (١).
وذكر الإمام السمعاني ضابط الذكر الكثير فقال:
أ ـ أن يذكره في جميع المواطن على السراء والضراء (٢).
ب ـ وقيل: حتى يذكره قائما، وقاعدا، ومضطجعا، رواه عن مجاهد (٣).
ج ـ وقيل: الذكر الذي يستديم به طاعة الله، وينتهي به عن معصيته (٤).
المسألة الثانية:
إن لفظ الذكر يُطلق ويراد به العموم والخصوص، فالخصوص: كالأذكار، وقراءة القرآن، وكل ما يتعلق بذكر اللسان. والعموم: يُراد به كل طاعة وعبادة، ومن ذلك الصلاة، قال تعالى: (وأقم الصلاة لذكري)، قال السمعاني: فيه أقوال: أحدها: لتذكرني فيها (٥)
إن لفظ الذكر يُطلق في القرآن، ويراد به الصلوات المفروضة، ومن ذلك ماحكاه الإمام السمعاني في قوله تعالى:" اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا" (الأحزاب ٤١)،فقال:" فيه قولان:
احدهما: أن المراد بالذكر الكثير: هو الصلوات الخمس.
الثاني: أن المراد بالذكر الكثير: هو التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وأشباهها، وهذه الأذكار هي التي لايُمنع منها مسلم بجنابة، ولا حدث، ولا بغير ذلك " (٦).
وقوله تعالى:"فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" (البقرة ٢٣٩)، يقول السمعاني: "يعني: كما علمكم من أصل الصلاة في حال الأمن" (٧).
وذكر أئمة التفسير في معنى الآية قولاً آخر، وهو: الذكر بالثناء عليه، والحمد له سبحانه وتعالى (٨).
(١) - السمعاني: مرجع سابق: ٤/ ١٨٤
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٢٧٠
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٨٤
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٢٩٢
(٥) - السمهاني: مرجع سابق: ٣/ ٣٢٤
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٢٩٢
(٧) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٢٤٤
(٨) ((الماوردي: النكت والعيون:١/ ٣١١