{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (٣)} ذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن المراد بالثلاثه الملائكة لأنهم صفوف في السماء كصفوف المصلين في الأرض، ولأنها تزجر عن معاصي الله (٣).
وقيل: تزجر السحاب تسوقه إلى حيث أمر الله (٤)، ولأنها تتلوا كتاب الله على الأنبياء عليهم السلام.
وذهب ابن بحر إلى أن المراد بالثلاثة المصلون من الناس (٥)، قال: والزَّجْرُ والصَّيْحةُ (٦) واحد أي: يرفعون أصواتهم بتلاوة القرآن في الصلاة فهم الزاجرات التاليات (٧).
وقيل: الصافات: الطيور في الهواء (٨).
وقيل: الزاجرات: آيات القرآن (٩).
(١) في ب: "سورة الصافات مكية". (٢) أخرج النحاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ٥٩٤)، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في مكة، ونقل ابن الجوزي في زاد المسير (٧/ ٤٤) الإجماع على مكيتها. (٣) وهو الذي عليه أكثر السلف كابن مسعود رضي الله عنه، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد. انظر: النكت والعيون (٥/ ٣٦)، زاد المسير (٧/ ٤٤) .. (٤) وهو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف. انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٤٩٣)، بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ١٠٩). (٥) في ب: "المصلين من الناس". (٦) في أ: "والزاجر والصيحة". (٧) انظر: النكت والعيون (٥/ ٣٧). (٨) حكاه الثعلبي في الكشف والبيان (٨/ ١٣٨)، من قوله تعالى {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} [النور: ٤١]، وقوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} [الملك: ١٩]. (٩) قاله الربيع. انظر: النكت والعيون (٥/ ٣٧).