وقيل: لامرأته بنت شعيب في سفره إذ خرج من مدين يؤم الشام ومعه أهله (٢).
{إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا} أي: توقفوا لقوله في الأخرى {امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ}[القصص: ٢٩] أبصرت نارًا.
وقيل: صادفت ووجدت من قوله {فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}[النساء: ٦]، وكان شاتياً فوجد أهله البرد، وكان معه زِنْدَه (٣) فأصْلَدَ (٤) فأبصر النار من بُعدٍ فقال
{إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا}(٥).
{سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} أي: بدلالة على الطريق، وكان قد ضل الطريق.
وقيل: سأخبركم عنها بعلم (٦).
{أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ} شعلة نارٍ ساطع.
{قَبَسٍ} أقبسها من معظم النار، والقَبْس بالسكون المصدر وبالفتح الاسم، ومن نَوَّنَ جعل القبس صفة للشهاب أو بدلا ومن أضاف جعل الشهاب الشعلة.
والقبس (٧):
(١) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٨٣). (٢) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٣٦٩). (٣) الزَّنْد والزَّنْدة: خشبتان يستقدح بهما، فالسفلى زَنْدَة وهي التي فيها الفُرْضَة وهي الأنثى، والعليا زَنْدٌ. انظر: لسان العرب (٦/ ٩١)، مادة: زَنَدَ. (٤) الصلد: الحجر الصلب الأملس، ومكان صلد: لانبات فيه، والمراد: صوت زنده ولم يخرج ناراً. انظر: لسان العرب (٧/ ٣٨٦)، مادة: صَلَدَ. (٥) انظر: النكت والعيون (٤/ ١٩٥). (٦) حكاه في النكت والعيون (٤/ ١٩٤). (٧) القَبَس: المتناول من الشعلة، والاقتباس: طلب ذلك.