للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} ذلك: إشارة إلى ما تقدَّم من الأوصاف.

وقيل: إلى الجهاد.

{وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)}.

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} في سبب النزول عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا، فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يؤاكلونا، فشقَّ ذلك علينا، فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-:

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} الآية، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى (١) المسجد والناس بين قائم وراكع، فنظر إلى سائل (٢) فقال: (هل أعطاك أحد شيئاً)؟ قال: نعم، خاتماً من ذهب، وقيل: من فضة. قال: (من أعطاك)؟ قال: ذلك الغلام، وأومأ بيده إلى علي رضي الله عنه، فقال: (على أي حال (٣) أعطاك)؟ قال: كان راكعاً، فكبَّرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قرأ الآيتين (٤).


(١) في (أ): (من).
(٢) في (جـ): (السائل).
(٣) في (ب): (على أي شيء حالٍ أعطاك).
(٤) أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» (ص ١٩٩)، وابن مردويه في تفسيره، نقله عنه ابن كثير ٥/ ٢٦٦، والسيوطي في «الدر المنثور» ٥/ ٣٦١، وقال ابن كثير: (هذا إسناد لا يُفرح به، ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه، وعمار بن ياسر، وأبي رافع، وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها).
وانظر: «الاستيعاب في بيان الأسباب» ٢/ ٦٤ - ٦٩.

<<  <   >  >>