{وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} هالكين، وقيل: فاسدين (٣)، من قولهم: أمر باير فاسد، وبارت البضاعة: كسدت، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"نعوذ بالله من بوار الأيِّم "(٤).
وقيل: لا خير فيهم (٥)، من قولهم: أرض بور، وهي المتعطلة التي لا نبات فيها ولا خير، وهو مصدر لا يثنى ولا يجمع.
وقيل: بور جمع باير كحايل وحول (٦).
{فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ} الجمهور على أنه خطاب للعابدين، والمعنى: كذبوكم فيما تدعون من قولكم {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}[الأعراف: ٣٨] بقولهم {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}(٧).
وقيل:{كَذَّبُوكُمْ} نسبوكم إلى الكذب بسبب ما تقولون أنهم دعوكم إلى عبادتهم.
(١) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٣٣٧). (٢) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٤٥٦). (٣) قاله شهر بن حوشب وقتادة. انظر: النكت والعيون (٤/ ١٣٧). (٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٣٢٣)، وفي الأوسط (٢/ ٣٣٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: "فيه عباد بن زكريا الصريمي لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح"، واختار ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٨٣) رفعه. (٥) قاله الحسن وابن زيد. انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٤١٧). (٦) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٨١٢). (٧) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٤١٩).