للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} فيها قولان:

أحدهما: تمنى حدّث به نفسه.

والثاني: تلا (١)، وأنشد:

تمنى كتاب الله آخر ليلة ... تمني داود الزبور على رسل (٢).

وأصل الكلمة من منى الله كذا إذا قدر، وتمنى الإنسان تقديره بلوغه، والتمنى: التلاوة لأن التالي يقدر الحروف (٣) ويذكرها شيئاً فشيئاً (٤).

{أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} في سبب النزول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى تولي قومه عنه شق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه وذلك لحرصه على إيمانهم.


(١) وهو الذي عليه أكثر المفسرين.
انظر: معاني القرآن للنحاس (٤/ ٤٢٥)، معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٣٩٤).
(٢) البيت لحسان بن ثابت يمدح عثمان رضي الله عنهما، ولم أجده في ديوانه.
انظر: معاني القرآن للزجاج (٣/ ٣٥٣)، الكشاف (٤/ ٢٠٦).
(٣) في أ: " يقدر الحزوف "، وهو تصحيف.
(٤) قال الزجاج في معاني القرآن (٣/ ٣٥٢) "معنى {إِذَا تَمَنَّى} إذا تلا".
وهو قول ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ٦٠٩، ٦١٠).

<<  <   >  >>